غزة خارج حسابات عدالة الجماهير الرقمية

٢٦ مشاهدة
أثار مسلسل Baby Reindeer كثيرا من الجدل وحقق مشاهدات قياسية وعلى الرغم من تصريح منصة نتفليكس منتجة العمل وريتشارد غاد مؤلف وبطل المسلسل أنهم حذفوا كل ما يمكن أن يشير إلى هوية المترصدة الحقيقية التي اختير لها اسم مارثا في العمل الدرامي أفادت تقارير بأن محققي وسائل التواصل الاجتماعي الهواة تمكنوا من الوصول إليها وبدأوا بتهديدها ومضايقتها حسب ادعاء صحيفة ديلي ريكورد التي قالت إنها منحتهم لقاء حصريا عدالة الجماهير الرقمية هذه تحول كل متابع لوسائل التواصل الاجتماعي إلى محقق هاو يرصد الإنترنت وما تحويه لكشف الحقيقة الأمر الذي روجت له نتفليكس نفسها عبر مسلسلات كـلا تمزح مع القطط وThe Tinder Swindler ما يعني أن هناك فئة مستعدة للبحث عن الحقيقة هذه فئة موجودة وفاعلة حد التدخل في محاكمة جوني ديب حين قامت إحداهن متابعة عشوائية للمحاكمة بزيارة المحكمة وتنبيهها إلى أن آمبر هيرد كاذبة وأن المستحضر الذي تدعي استخدامه لإخفاء الكدمات لم يكن قد أنتج بعد في الفترة التي تتهم فيها ديب هذه الجهود الفردية لا نراها حاضرة بشدة حين يتعلق الأمر بحرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة آلاف الساعات من الصور والتسجيلات التي تبث يوميا وتوثق جرائم الاحتلال ألم تحرك فضول أو حمية أولئك المحققين الهواة كأن يكشفوا عن هوية الجنود الفرنسيين الذين يعذبون أسرى من القطاع أو هوية الجنود الذين يكتبون أسماء الأطفال على الصواريخ المتجهة إلى غزة لا ننكر أن هناك مؤسسات ومنظمات تعمل الآن وتوثق وتنتج الأدلة لإدانة الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه والمتورطين بالدماء الفلسطينية لكن لم هذه الحمية تظهر فقط تجاه عمل درامي تبثه نتفليكس ما نعرفه مثلا أن هؤلاء المحققين الهواة تحركوا مثلا عبر ريديت في أثناء جلسة محكمة العدل الدولية ليكشفوا التكرار في صور الأسرى الإسرائيليين ما نحاول فهمه هنا عقلية المحققين الهواة عبر وسائل التواصل الاجتماعي الذين تحركهم فيديوهات للبحث عمن فيها من قتلة كما في لا تمزح مع القطط ولم تحركهم صور آلاف الأطفال والنساء وحتى الحيوانات التي راحت ضحية عدوان الاحتلال ما من إجابة عن السؤال السابق لكن الفيديوهات التي يبثها جنود الاحتلال وثبت أنها بالتنسيق مع إدارة الجيش مليئة بالأدلة التي قد تساعد على الأقل بفرض عقوبات وربما ونقول ربما محاكمة بعض الجنود نطرح هذا السؤال الذي قد يكون ظالما في محاولة لفهم حدود التعاطف وكيف يمكن أن ينشغل بعضهم بأمر ترفيهي لأجل ضحية واحدة ويتغاضى حرفيا عن الآلاف الذين يقتلون يوميا ونعلم بدقة أن منصة نتفليكس لن تنتج وثائقيا عن جندي إسرائيلي ارتكب جرائم حرب في فلسطين قد وجدته مجموعة من القاطنين في أميركا أو أوروبا إثر تتبع منشوراته على وسائل التوصل الاجتماعي والفيديوهات التي بثها وهو يهين وينتهك حرمة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة نطرح هذا السؤال لأن غياب الدليل هو الحجة التي تستخدمها إسرائيل تحت بلاغة الدفاع عن النفس والعملية العسكرية التي لا يمكن تصديقها لكوننا لسنا أمام جيش يقاتل جيشا آخر بل ماكينة موت ضد مدنيين جيش لا يستخدم لكشف المقاتلين أي تكنولوجيا إنه فقط يمارس التدمير والقتل باستمرار منذ أكثر من ستة أشهر لكن يبدو ونقولها بأسف شديد أن إبادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لا تحرض مخيلة البعض ولا تحرك الفضول فيهم لاكتشاف الحقيقة تلك التي يعلم الجميع أنها لا تظهر على وسائل الإعلام الأميركية وهنا مفارقة أخرى هل يشكك ويكذب الجمهور الأميركي الأخبار دوما إلا في حالة قطاع غزة أم المفروض أن نصنع فيلما متخيلا يبث على نتفليكس كي يقرر بعضهم أن يصدق أن غزة تباد والمتهم واضح

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح