قراءة في رواية الشيء الآخر من قتل ليلى الحايك لغسان كنفاني

٤٦ مشاهدة

كتب مسعود عمشوش


في 25 يونيو من سنة 1966، شرعت مجلة (الحوادث) الأسبوعية في بيروت في نشر رواية (الشيء الآخر، من قتل ليلى الحايك؟) لغسان كنفاني، وذلك في تسع حلقات متتالية. وقد شكَّلَ صدور هذه الرواية، ذات الصبغة شبه البوليسية، بروز نوع جديد في كتابات كنفاني الملتزم بقضيته الفلسطينية. فأحداثها تدور حول شخصية محامٍ ناجح يدعى صالح، يُتهم بقتلِ عشيقته ليلى الحايك. وعلى الرغم من براءاته يفضِّل الصمت وعدم الدفاع عن نفسه. وبعد أن صدر عليه حكم الإعدام يكتب في زنزانته رسالة طويلة لزوجته ديما، صديقة الضحية ليلى الحايك، يسرد فيها بعض الملابسات التي أدت إلى وقوع الجريمة، وتبدأ الرسالة/الرواية على النحو الآتي:
لا يا ديما الرائعة.. أنا لم أقتل ليلى الحايك.
تقولين: إذن لماذا التزمت الصمت طوال الوقت؟ ما الذي ربط لسانك؟ لماذا لم تدافع عن حياتك أنت الذي خلصت حياة الكثيرين من حبل المشنقة؟
هذه هي قصتي كلها...
إنها الجواب على هذه الأسئلة التي حيرت الجميع وحيرتك أنت خصوصاً وحيرتني أنا - في البدء - أكثر من أي إنسان آخر.
لقد كان صمتي إعلاناً راعداً عن شيء آخر في حياتنا عشنا دائماً في معزل عنه فإذا به، فجأة، أقوى ما في حياتنا.
من الذي قتل ليلى الحايك إذن؟
أجيبك ببساطة: شيء آخر هو الذي قتل ليلى الحايك، شيء لم يعرفه القانون ولا يريد أن يعرفه.. شيء موجود فينا، فيك أنت في أنا، في زوجها، وفي كل شيء أحاط بنا جميعاً منذ مولدنا.
نعم أنا جزء من الجريمة، وأنت كذلك... ولكن الذي نفذ الجريمة هو وحش غامض ما زال - وسيظل - طليقاً.
لقد صمت حين اكتشفت هذه الحقيقة فجأة.. وجدت نفسي ي الفخ وعانيت ما عاناه كل إنسان اكتشف فجأة شيئاً لم يكن رفاقه قد اعتادوا عليه بعد، ولذلك قررت أن أصمت، وأن أترك كل شيء يأخذ مجراه الذي سار فيه دون إرادتنا وسيظل يسير فيه بصرف النظر عن إرادتنا..
إن هذه الأمور شديدة التعقيد حين نقولها، ولكن

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع الوطن العدنية لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح