كيف يتعامل الفيدرالي الأميركي مع ضغوط السياسة خلف الأبواب المغلقة

٣١ مشاهدة
على الرغم من تأكيد جيروم باول رئيس البنك الفيدرالي الأميركي مرارا عدم تأثر قرارات البنك في ما يخص سعر الفائدة باسم ساكن البيت الأبيض أو انتمائه الحزبي أو حتى باقتراب موعد انتخابات الرئاسة الأميركية لا تكاد تخلو منافسة انتخابية في واشنطن من إشارة أحد المرشحين إلى تدخل البنك في السياسة لمصلحة المرشح الآخر والأسبوع الماضي وبعد إعلانه عن قرار الفيدرالي الأميركي تثبيت الفائدة الأميركية أكد باول أن الانتخابات المنتظرة لا تناقش في اجتماعات مجلس الاحتياط الفيدرالي متحديا المراسلين بقراءة النصوص بأنفسهم وفي فبراير شباط الماضي اتهم الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الحالي دونالد ترامب باول الذي كان خلال رئاسته أول من عينه لإدارة البنك المركزي الأميركي بـممارسة العمل السياسي ملمحا إلى أن باول قد يعمد إلى خفض أسعار الفائدة لمساعدة الحزب الديمقراطي على الاحتفاظ بالبيت الأبيض وقال ترامب إنه سيسعى في حال انتخب رئيسا للولايات المتحدة هذا العام إلى تغيير رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي الأميركي وأضاف في مقابلة مع شبكة فوكس بيزنس أعتقد أنه سيفعل شيئا ربما لمساعدة الديمقراطيين في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية المرتقبة في نوفمبر تشرين الثاني وصرح رئيس الفيدرالي الأميركي للصحافيين بعد ظهر الأربعاء عندما سئل عما إذا كان هناك نية لتغيير أسعار الفائدة عند الاقتراب من موعد الانتخابات لا أستطيع أن أقول ذلك فنحن لا نسير على هذا الطريق وقد عرض تحديا يمكنك العودة وقراءة النصوص لترى ما إذا كان أي شخص يذكر بأي شكل من الأشكال الانتخابات وبالرجوع إلى آخر ثلاثة محاضر منشورة لاجتماعات الفيدرالي الأميركي كان واضحا غياب أي إشارات علنية للانتخابات المقبلة كما لم يكن هناك نقاش حول المزايا السياسية لأي مرشح على مرشح آخر لكن الموضوعات السياسية لا الانتخابات كانت حاضرة بالتأكيد في اجتماعات البنك الفيدرالي كما في اجتماعات أصغر شركة في العالم يدرك أصحابها والمسؤولون فيها صعوبة فصل الاقتصاد عن السياسة خاصة في حالة الأحداث الكبرى والتي يأتي من بينها بالتأكيد انتخاب رئيس أكبر اقتصاد والقوى العظمى الوحيدة في العالم في السنوات الأخيرة وأظهرت محاضر اجتماعات الفيدرالي الأميركي على مدار السنوات السابقة أن صانعي السياسات في البنك المركزي الأكبر في العالم يدرسون الآثار الاقتصادية المحتملة للأحداث السياسية بما في ذلك الانتخابات ومجيء رئيس جديد بالإضافة إلى ردة الفعل السياسية المحتملة على قراراتهم وعلى سبيل المثال خصص رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي في مينيابوليس نيل كاشكاري بعض الوقت في اجتماع يناير كانون الثاني 2018 لتسليط الضوء على هذه الضغوط مع استعداد الرئيسة آنذاك جانيت يلين للمغادرة واستعداد باول لشغل مقعده الحالي على رأس البنك وقال كاشكاري في نص هذا التجمع نحن نعمل بجد جميعنا لكي نكون غير سياسيين وغير حزبيين ومع ذلك فإننا نعيش في عالم سياسي حزبي وأثنى على يلين قائلا إنها تمكنت من التغلب على هذا التوتر وطوال اجتماعات الفيدرالي الأميركي السبعة التي تولى باول رئاستها في عام 2018 على سبيل المثال تم نطق مصطلح سياسي 40 مرة وفقا للبحث في النصوص بحسب إحصاء قدمه ياهو فاينانس وجاء ذلك في الوقت الذي ناقش فيه أعضاء اللجنة كل شيء بدءا من السياسة التجارية للرئيس ترامب آنذاك وحتى التطورات في أوروبا إلى الآثار الاقتصادية للتوتر السياسي في الولايات المتحدة في تلك السنة الانتخابية ويعد هذا الاعتبار للمخاطر السياسية أمرا شائعا وهو موضوع تقول مؤرخة البنك الفيدرالي سارة بيندر إنها شاهدته مرارا وتكرارا في مراجعتها للنصوص وقالت إن المناقشات السياسية هي في المقدمة والمركز خصوصا في مواضيع مهمة مثل تحديد هدف التضخم والميزانية العمومية لبنك الاحتياط الفيدرالي وكتبت في مذكرة إلى ياهو فاينانس قبل نهاية الأسبوع حقيقة أن العديد من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي يذكرون السياسة في اجتماعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ما يشير إلى أن اعتبارات كهذه هي على الأقل جزء من مزيج القوى الذي يشكل في النهاية بيان بنك الاحتياط الفيدرالي وخيارات السياسة وتغطي النصوص المتاحة للجمهور فترة وجود باول في مجلس الاحتياط الفيدرالي من عام 2012 إلى عام 2018 الذي مثل أول أعوامه رئيسا للبنك ويجري إصدار النصوص بعد تأخير لمدة خمس سنوات لذا فإن الاجتماعات الأخيرة ليست متاحة للجمهور بعد البنك الفيدرالي الأميركي والسياسة النقدية وفي حين أن السياسة والانتخابات لا تظهران في كثير من الأحيان في مباحثات أسعار الفائدة بين مسؤولي البنك في التاريخ الحديث إلا أنهما ليستا غائبتين تماما وظهرت المناقشات حول الانتخابات وتأثيراتها الاقتصادية المحتملة خلال الاجتماعات طوال عام 2016 قبل الانتخابات التاريخية لذلك العام وبعدها بين دونالد ترامب وهيلاري كلينتون وقد تناول إريك روزنغرين رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي في بوسطن آنذاك هذا الموضوع في اجتماع يونيو حزيران 2016 عندما ناقش الانتخابات الأميركية وتطورا سياسيا آخر في ذلك العام هو انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي وأشار في ذلك الوقت إلى أن انتخاباتنا ينظر إليها الكثيرون على أنها أكثر خطورة من التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي موضحا قلقه من أن حالة عدم اليقين المحيطة بالانتخابات الأميركية على وجه التحديد قد تجعلنا مترددين في التحرك في سبتمبر وفي نهاية الأمر حافظ بنك الاحتياط الفيدرالي على أسعار الفائدة ثابتة خلال الانتخابات وانتظر حتى ديسمبر كانون الأول 2016 قبل رفعها وقالت يلين وقتها إن القرار يعكس التقدم الاقتصادي على مدار عام 2016 وتحت استجواب الصحافيين أضافت حول فوز ترامب الأخير أن جميع المشاركين في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يدركون أن هناك قدرا كبيرا من عدم اليقين بشأن كيفية تغيير السياسات الاقتصادية وأشار روزنغرين عندما سئل يوم الخميس في حوار مع ياهو فاينانس عن تعليقاته لعام 2016 إلى أن بنك الاحتياط الفيدرالي يراقب الانتخابات لأن لها تأثيرا على الاقتصاد وعلى أسعار الأصول وأضاف أنه في عامي 2016 و2020 وعلى الأرجح في عام 2024 أيضا فإن الانتخابات القريبة من الممكن أن تشكل مصدرا مهما لعدم اليقين الاقتصادي لأن الخيارين لهما آثار مختلفة تماما على السياسة مسؤول آخر في بنك الاحتياط الفيدرالي تطرق إلى هذا الموضوع في عام 2016 وهو ستانلي فيشر الذي كان آنذاك نائب رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي وقال خلال اجتماع في نوفمبر تشرين الثاني 2016 قبل أيام فقط من توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع بينما نتطلع إلى قرارنا في ديسمبر كانون الأول فإننا سنبحر في المياه الغادرة وأضاف فيشر أن القرار المقبل يجب أن يعكس توقعاتنا بشأن السياسات الاقتصادية غير النقدية التي ستتبع في عام 2017 وما بعده وكانت هذه إشارة واضحة إلى تغييرات السياسة المالية التي قد تكون وشيكة في عهد الرئيس الجديد وأضاف هل سنتخذ بالتالي قرارات تعكس تفضيلاتنا السياسية بالتأكيد لا أنا واثق من أننا سنواصل اتباع هذا المبدأ كما هو الحال مع التزامنا القانوني وممارستنا المعتادة وخلال اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في ديسمبر كانون الأول عام 2016 دارت بعض المحادثات حول عواقب فوز ترامب المفاجئ ومثل الملايين في أميركا ومختلف أنحاء العالم كان أعضاء اللجنة يحاولون تقييم ما يمكن توقعه في السنوات المقبلة من الرئيس المنتخب آنذاك وقال جيمس بولارد رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي في سانت لويس في ذلك الوقت مازحا وفقا للنص دعونا نقيم الأمر لقد فاز فريق شيكاغو كابس في بطولة العالم وفاز دونالد ترامب بالرئاسة وفاز بوب ديلان بجائزة نوبل وعاد فيشر بعدها إلى الموضوع حيث قام بتقييم ردة الفعل على فوز ترامب وقال عن زيادة أسعار الفائدة التي تم تنفيذها في ذلك الأسبوع كانت ردات فعل السوق منذ فوز السيد ترامب في الانتخابات إيجابية بشكل ملحوظ ومتسقة مع تحركنا في هذا الاجتماع وكانت هذه هي الزيادة الأولى والوحيدة للجنة في ذلك العام واتسمت المحادثات السياسية في عام 2016 بالاعتدال مقارنة بما كانت عليه في العقود السابقة وفقا للأكاديميين الذين يقولون إن نصوص بنك الاحتياط الفيدرالي من السبعينيات وحتى التسعينيات تظهر أن السياسة غالبا ما لعبت دورا أكثر مباشرة واستندت دراسة حديثة أشارت إليها ياهو فاينانس إلى نصوص بنك الاحتياط الفيدرالي الأميركي في السبعينيات وخلصت إلى أن المخاوف من ردات الفعل السياسية السلبية أثرت سلبا على ردة فعل البنك المركزي تجاه التضخم خلال تلك الحقبة وقال توماس دريشسيل أستاذ الاقتصاد المساعد في جامعة ميريلاند إن أحد أسباب تراجع الحديث السياسي في السنوات الأخيرة هو أن أعضاء اللجنة يعرفون أن كلماتهم سترى في نهاية المطاف بعد أن أصبحت جميع النصوص متاحة للعامة وأضاف في مذكرة بعث بها إلى ياهو فاينانس منذ عام 1994 تعمل اللجنة على أساس أن نصوصها ستنشر للجمهور لذا فهم حريصون على عدم إثارة هذا الأمر مضيفا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن هذه العوامل السياسية كانت مطروحة البنك الفيدرالي واستهداف التضخم والميزانية العمومية وفي حين أن أعضاء بنك الاحتياط الفيدرالي قد يتجنبون الربط بين السياسة وأسعار الفائدة علنا فإن الارتباط يمكن أن يكون أكثر مباشرة في موضوعات أخرى وكان هدف التضخم البالغ 2 الذي حدده بنك الاحتياط الفيدرالي مصدرا للسخط السياسي لعقود من الزمن وخاصة من جانب السياسيين اليساريين الذين يريدون المزيد من التركيز على البطالة وقام البروفيسور بيندر بتوثيق المحادثات ذات الصبغة السياسية حول هدف التضخم هذا منذ عام 1995 في عهد رئيس البنك وقتها آلان غرينسبان وقد جرت الإشارة إليه مرة واحدة على الأقل خلال فترة وجود باول في منصبه وقال كاشكاري خلال اجتماع في صيف عام 2018 لا أعتقد أن الجمهور سيدعمنا في رفع هدف التضخم وأشار إلى الآراء القوية على الجانبين حول النهج الأفضل للاقتصاد لكنه أضاف أنه في كلتا الحالتين من المرجح أن المشهد السياسي لا يتطلب أي تغيير في السياسة وأضاف إنني أدرك الواقع السياسي في نهاية المطاف يجب على الجمهور أن يدعمنا في كل ما نختار القيام به ونوقشت السياسة أيضا مرارا وتكرارا خلال مناقشات الميزانية العمومية لبنك الاحتياط الفيدرالي الأميركي لعام 2018 وفقا للدراسة ويعد مستوى الأصول التي يحتفظ بها البنك المركزي موضوعا مثيرا للجدل بالنسبة لبعض المشرعين وكان بمثابة قضية حملة انتخابية بالنسبة للبعض في انتخابات التجديد النصفي في ذلك العام وتظل هذه القضية قائمة حتى اليوم إذ يجري النظر حاليا في مشروع قانون واحد في الكونغرس سيكون من شأنه أن يفرض تفكيك الميزانية العمومية ويلزمها بالبقاء عند مستوى 10 من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة أو أقل من ذلك وقد ظهرت سياسات الميزانية العمومية بشكل متكرر في نصوص اجتماعات بنك الاحتياط الفيدرالي في عام 2018 في الفترة من 31 يوليو تموز إلى 1 أغسطس آب وكذلك بعد انتخابات التجديد النصفي لذلك العام في 7 و8 نوفمبر تشرين الثاني وقالت لوريتا ميستر رئيسة بنك الاحتياط الفيدرالي في كليفلاند قد نواجه قيودا سياسية وتشغيلية بشأن أي تحركات وأضاف توم باركين رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي في ريتشموند إن استخدامنا للميزانية العمومية يعرض رأسمالنا السياسي للخطر وأضاف راندال كوارلز الذي كان آنذاك نائب رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي لشؤون الإشراف إن استقلال البنك الفيدرالي أمر بالغ الأهمية ولكن ليس هناك شك في أننا سنحتاج إلى دعم سياسي لإجراءاتنا في فترة الانكماش الاقتصادي المقبلة خاصة إذا كانت تنطوي على استخدام الميزانية العمومية

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح